العرائش سيتي
بقلم:ذ.عبدالصمد الكطابي
أقرأ باستغراب وألم شديدين تحول خطاب الجيش الإلكتروني للبيجيدي من خطاب يؤمن بمركزية القضية الفلسطينية ومحوريتها في المشروع الإسلامي إلى خطاب مبرراتي يصف الرافضين للتطبيع بالقطيع .. وبالغوغاء وأصحاب الفكر العاطفي!!
وأذكر مبرراتية البيجيدي اليوم .. أنهم كانوا بالأمس القريب يزاحموننا (نحن الغوغاء أصحاب الفكر العاطفي) على قيادة مسيرات التضامن مع الشعب الفلسطيني العزيز بالرباط .. وأنهم أيضا كانت تبح حناجرهم حينها كما حناجرنا بشعارات “بالروح بالدم .. نفديك يا فلسطين” و “يا شهيد ارتاح ارتاح .. سنواصل الكفاح” ..
وفجأة وبقدرة قادر .. بعد توقيع العثماني على تلك “اللعيبة” .. أصبحوا يهاجموننا نحن الرافضين لهذا التوقيع ويصفوننا بكل وقاحة بأننا أصحاب خطاب عاطفي .. وأنه لابد من الواقعية .. ومن خطاب علمي .. وهلم جرا .. وهو أسلوب إقصائي يحرم المخالف من حريته في الرأي والموقف .. ناهيك عن أن موقفهم المستجد .. في زمن كوفيد المستجد .. أصبح مجردا من أي تأصيل شرعي لموقفهم الجديد .. على اعتبار أن ذوي المرجعيات الإسلامية بشكل عام تعودنا أنهم يؤصلون من الكتاب والسنة وغيرهما من المصادر لمواقفهم وقراراتهم واختياراتهم.
هذا التأصيل الغائب عوضوه بالعقلانية والعلمية .. مقابل وصفنا بالعاطفيبن والغوغاء .. “نصرة للعثماني وحزبه بدل نصرة القدس و فلسطين” ..
أكرر: “نصرة للعثماني وحزبه بدل نصرة القدس وفلسطين” .. وهي الخلاصة “العاطفية غير العقلانية” في نظرهم الثاقب .. التي أنهي بها موقفي الواضح من هذا الحزب المتهالك سنة بعد سنة .. وحدثا بعد حدث.
وإن غدا لناظره قريب .. إما أن تكون مبدئيا وتصمد .. وإما أن تتحول انبطاحيا .. وحينها سنة الله تحكم: “فأما الزبد فيذهب جفاء. وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض”
عاشت فلسطين حرة أبية
والصحراء مغربية بالروح وبالدم وأبا عن جد
ويا حسرة على العباد .. ولا أعمم.